قال ابن مندة: لا يروي إلا بهذا الإسناد محمد بن فضالة عن أبيه- وكان أبوه ممن صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وجده: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أتاهم في بني ظفر. ووصله البغوي عن أبي كامل، وهو فضيل بن حسين، والصلت بن مسعود كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا، وزاد فجلس على صخرة ومعه ابن مسعود ومعاذ، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قارئا فقرأ، حتى إذا بلغ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً بكى بكر حتى اضطرب لحياه، وقال: رب على هؤلاء شهدت، فكيف بمن لم أره. وهكذا أخرجه ابن شاهين عن البغوي، وقال: قال البغوي: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث. وفرق البغوي وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة، وبين محمد بن فضالة، والراجح أنهما واحد: لكن قال ابن شاهين أنس ابن فضالة شهد فتح مكة والمشاهد بعدها. واللَّه- تبارك وتعالى- أعلم. (الإصابة) : ٦/ ٤- ٥، ترجمة رقم (٧٧٦٢) ، (الإستيعاب) : ٣/ ٣٦٥، ترجمة رقم (٣١٧) .