رسالة لطيفة الحجم، يدور موضوعها حول صحابي جليل، هو [تميم ابن أوس الداريّ]- رحمه اللَّه- وكان نصرانيا، جاء الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورأى الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلم، وروي الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه حديث [الجساسة والمسيخ الدجال] ، فانفرد هو من دون الصحابة بذلك، وكانت روايته صلّى اللَّه عليه وسلّم من باب رواية [الفاضل عن المفضول، والمتبوع عن تابعه] ، وقد استعرض المقريزي- رحمه اللَّه- من خلال مادتها الحديث عن أنساب الناس وأنساب العرب، وقدوم وفد الداريين علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وإسلام تميم، وتحديثه- عليه السلام- عنه، وإقطاعه إياه قريتي [جبرون وعينون] ، ولم يكن فتحهما حدث بعد!! وما كان من أحوال تميم في الجاهلية والإسلام، معددا لمآثره، مؤرخا لوفاته بسنة أربعين للهجرة، مناقشا من خلال تلك الرسالة [قضية الهبة] ، مناقشة فقهية قضائية، مختتما لها بالتعريف بما آل إليه مصير [حبرون وعينون] حتى وقته.
* له نسخة خطية في خزانة ولي الدين بالآستانة. تم طبع هذا المخطوط تحت اسم (ضوء الساري في خبر تميم الداريّ) ، بتحقيق الأستاذ محمد أحمد عاشور، في دار الاعتصام بالقاهرة وبيروت، سنة (١٣٩٢ هـ) ، اعتمادا علي نسختين خطيتين: الأولى منقولة من الخزانة الوليدية في الآستانة- لعلها نفس خزانة ولي الدين آنفة الذكر- ويدل علي ذلك الرقم الّذي بينه المحقق، فهو نفس رقم المجموع الّذي منه (ضوء الساري) ، والأخرى منقولة عن المكتبة الأهلية في باريس.
٣١- (الطرفة الغريبة في أخبار وادي حضرموت العجيبة) :
رسالة لطيفة الحجم، استفاد المقريزي- رحمه اللَّه- مادتها في مكة، أثناء مجاورته فيها سنة (٨٣٩ هـ ١٤٣٦ م) من بعض القادمين عليه من أهل حضرموت، ابتدأها بمقدمة موجزة، أشار فيها إلي ذلك قائلا: