للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[وأما المغفر]]

المغفر: غطاء الرأس من السلاح كالبيضة وشبهها من حديد كان ذلك أو غيره.

فقد ثبت من حديث

مالك عن الزهري عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوم فتح مكة وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال له: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: اقتلوه [ (١) ] .

وقد روى جماعة منهم بشر بن عمر الزهراني، ومنصور بن سلمة الخزاعي، عن مالك هذا الحديث، وقالوا فيه: مغفر من حديد، وكذلك رواه أبو عبيد القاسم بن سلام، عن أبى بكير عن مالك قال فيه: من حديد، وليس من حديد في الموطأ [ (٢) ] .


[ () ] الصفدي، وقد ذكر سلاحه صلى اللَّه عليه وسلم: وأربعة قسىّ:
١- قويس اسمها الروحاء. ٢- وقوس شوحط. ٣- وقوس صفراء يدعى الصفراء، (الوافي) : ١/ ٩١، [ولم يذكر الرابعة] .
[ (١) ] (شرح السنة للبغوي) : ١٠/ ٣٩٩.
[ (٢) ]
(موطأ مالك) : ٢٩٢، كتاب الحج، جامع الحج، حديث رقم (٩٥٦) : عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه، جاءه رجل فقال له: يا رسول اللَّه، ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اقتلوه.
قال مالك ولم يكن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومئذ محرما، واللَّه تعالى أعلم.
وأخرجه مسلم في كتاب الحج من (الصحيح) باب (٨٤) جواز دخول مكة بغير إحرام، حديث رقم (٤٥٠) ، قوله: «وعلى رأسه المغفر» ، وفي رواية: «وعليه عمامة سوداء بغير إحرام» ، وفي رواية: «خطب الناس وعليه عمامة سوداء» .
قال القاضي: وجه الجمع بينهما أن أول دخوله كان على رأسه المغفر، ثم بعد ذلك كان على رأسه العمامة بعد إزالة المغفر، بدليل قوله: «خطب الناس وعليه عمامة سوداء» ، لأن الخطبة إنما كانت عند باب الكعبة بعدم تمام فتح مكة.
وقوله: «دخل مكة بغير إحرام» هذا دليل لمن يقول بجواز دخول مكة بغير إحرام لمن لم يرد نسكا، سواء كان دخوله لحاجة تكرر. كالحطاب، والحشاش، والسقاء، والصياد، وغيرهم. أم لم