وأخرج الترمذي في (السنن) : ٥/ ٥٤٦، كتاب المناقب، باب (١) في فضل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (٣٦١٠) ، ولفظه: حدثنا الحسن بن يزيد الكوفي. حدثنا عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن الربيع بن أنس بن مالك رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربى ولا فخر. وقال في (تحفة الأحوذي) : ٨/ ٤٦٥، (لواء الحمد) اللواء بالكسر وبالمد: الراية، ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، قاله الجزري في النهاية. قال الطيبي: لواء الحمد عبارة عن الشهرة وانفراده بالحمد على رءوس الخلائق، ويحتمل أن يكون لحمده لواء يوم القيامة حقيقة، يسمى لواء الحمد. وقال الثوربشنى: لا مقام من مقامات عباد اللَّه الصالحين ارفع وأعلى من مقام الحمد، ودونه تنتهي سائر المقامات، ولما كان نبينا سيد المرسلين، أحمد الخلائق في الدنيا والآخرة أعطاه لواء الحمد ليأوى إلى لوائه الأولون والآخرون، وإليه الإشارة بقوله صلى اللَّه عليه وسلّم: آدم ومن دونه تحت لوائى. قال المباركفوري: حمل لواء الحمد على معناه الحقيقي هو الظاهر بل هو المتعين، لأنه لا يصير إلى المجاز مع إمكان الحقيقة. «وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائى» . قال الطيبي: نبي نكرة وقعت في سياق النفي، وأدخل عليه من الاستغراقية، فيفيد استغراق الجنس، وقوله: آدم فمن: إما بيان أو بدل من محله، ومن فيه موصولة وسواه صلته، وصح لأنه ظرف، وأثر الفاء التفصيلية في فمن سواه على الواو للترتيب.