والأول أصح. قال الحافظ ابن حجر: قد أخرج الطبراني من طريق صخر بن الحكم، عن عمه، عن عمرو بن الحمق قال: هاجرت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فبينا أنا عنده ... فذكر قصة على، وسنده ضعيف وقد وقع في (الكنى) للحاكم أبي أحمد في ترجمة أبي داود المازني، من طريق الأموي، عن ابن إسحاق، ما يقتضي أن عمرو بن الحمق شهد بدرا. وجاء عن أبي إسحاق بن أبي فروة، أحد الضعفاء، قال: حدثنا يوسف بن سليمان عن جده معاوية، عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لبنا- فقال: اللَّهمّ أمتعه بشبابه. فمرت ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء، يعنى أنه استكمل الثمانين، لا أنه عاش بعد ذلك ثمانين. قال أبو عمر: سكن الشام، ثم كان يسكن الكوفة، ثم كان ممن قام على عثمان مع أهلها، وشهد مع علي حروبه، ثم قدم مصر. فروى الطبراني وابن قانع من طريق عميرة بن عبد اللَّه المعافري، عن أبيه أنه سمع عمرو بن الحمق يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر الجند العربيّ، قال عمرو: فلذلك قدمت عليكم مصر. وأخرج النسائي وابن ماجة، عن رواية رفاعة بن سواد عنه حديث: من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرا. وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن عامر المعافري، وجبير بن نفير الحضرميّ، وأبو منصور مولى الأنصار. وذكر الطبري عن أبي مخنف أنه كان من أعوان حجر بن عدي، فلما قبض زياد على حجر بن عدي، وأرسله مع أصحابه إلى الشام هرب عمرو بن الحمق. وذكر ابن حبان أنه توجه به إلى الموصل، فدخل غارا فنهشته حية فمات فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله إلى زياد، فبعث به إلى معاوية وذلك سنة خمسين. وقال خليفة: سنة إحدى وخمسين، وزاد أن عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتل بالموصل، وبعث برأسه. وقيل: بل عاش إلى أن قتل في وقعة الحرة سنة ثلاث وستين. قال ابن السكن: يقال إن معاوية