قال الإمام النووي: قوله «وقد كان يسلّم عليّ حتى اكتويت فتركت، ثم تركت الكيّ فعاد» ، فقوله: يسلّم عليّ، بفتح اللام المشددة، وقوله: فتركت، هو بضم التاء، أي انقطع السلام عليّ، ثم تركت- بفتح التاء- أي تركت الكي فعاد السلام عليّ. ومعنى الحديث: أن عمران بن حصين رضي اللَّه تعالى عنه، كانت به بواسير، فكان يصبر على المهمات، وكانت الملائكة تسلّم عليه، فاكتوى، فانقطع سلامهم عليه ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه. أما قوله: فإن عشت فأكتم عني، فأراد به الإخبار بالسلام عليه، لأنه كره أن يشاع عنه ذلك في حياته، لما فيه من التعرض للفتنة، بخلاف ما بعد الموت. (مسلّم بشرح النووي) : ٨/ ٤٥٦- ٤٥٧. وفي (خ) : «إني لا أرى» ، وما أثبتناه من (الطبقات) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.