للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أكلمكم! فدنا فقال: أذكركم باللَّه، هل أتى أحدا فأخبره بالذي قلت؟

قالوا: لا واللَّه ولا قمنا من مجلسنا هذا. قال: فإنّي قد وجدت عند القوم ما تكلمت به، وتكلم به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخبرهم بما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وإنه قد أتى بناقته وأني قد كنت في شك من شأن محمد فأشهد أنه رسول اللَّه، واللَّه لكأنّي لم أسلم إلا اليوم قالوا له: فاذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يستغفر لك، فذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاستغفر له واعترف بذنبه، ويقال: أنه لم يزل فسلا حتى مات، وصنع مثل هذا في غزوة تبوك.

وقد ذكر قصة الناقة موسى بن عقبة بنحو بما تقدم وزاد فرعون أن ابن اللصيب.

وقال الحافظ أبو نعيم وقد ذكر فقد الناقة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في منصرفه من تبوك وليس ببعيد وقوع الأمرين جميعا.

وأما نفث الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم شجة عبد اللَّه بن أنيس فلم تقح

فقال الواقدي [ (١) ] فحدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: كان أسير بن زارم رجلا شجاعا، فلما قتل أبو رافع أمرت يهود أشير بن زارم، فقام في اليهود فقال: أنه واللَّه ما سار محمد إلى أحد من اليهود وإلا بعث أحدا من أصحابه فأصاب منهم ما أراد، ولكني أصنع ما لا يصنع أصحابي، فقالوا:

وما عسيت أن تصنع ما لم يصنع أصحابك؟ قال: أسير في غطفان فأجمعهم.

فسار في غطفان فجمعها، ثم قال: يا معشر اليهود نسير إلى محمد في عقر داره فإنه لم يغز أحد في داره إلا أدرك منه عدوه بعض ما يريد قالوا: نعم ما رأيت فبلغ ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: وقدم عليه خارجة بن حسيل الأشجعي، فاستخبره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما وراءه فقال: تركت أسير بن زارم يسير إليك في


[ (١) ] (مغازي الواقدي) : ٢/ ٥٦٦- ٥٦٨.