[ (١) ] (فتح الباري) : ٦/ ١١٣، كتاب الجهاد والسير، باب (٧٨) التحريض على الرمي، وقول اللَّه عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال: ٦٠] ويستفاد من هذا الحديث أن من صار السلطان عليه في جملة المناضلين له أن لا يتعرض لذلك كما فعل هؤلاء القوم، حيث أمسكوا، لكون النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مع الفريق الآخر، خشية أن يغلبوهم، فيكون النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مع من وقع عليه الغلب، فأمسكوا عن ذلك تأدبا معه. وتعقب بأن المعنى الّذي أمسكوا له لم ينحصر في هذا، بل الظاهر أنهم أمسكوا لما استشعروا من قوة قلوب أصحابهم بالغلبة حيث صار النبي صلّى اللَّه عليه وسلم معهم، وذلك من أعظم الوجوه المشعرة بالنصر. واستدل بهذا الحديث على أن اليمن من بنى إسماعيل، وفيه نظر، لما سيأتي في مناقب قريش من أنه استدلال بالأخص على الأعم، وفيه أن الجد الأعلى يسمى أبا، وفيه التنويه بذكر الماهر في صناعته ببيان فضلة، وتطييب قلوب من هم دونه، وفيه حسن خلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ومعرفته بأمور الحرب، وفيه الندب إلى اتباع خصال الآباء المحمودة والعمل بمثلها، وفيه حسن أدب الصحابة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.