للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا أكله البيض

فذكر الواقدي أن علبة بن زيد الحارثي، جاء في غزوة ذات الرقاع [ (١) ] بثلاث بيضات فقال: يا رسول اللَّه! وجدت هذه البيضات في مفحص نعام، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: دونك يا جابر، فاعمل هذه البيضات،

فوثبت فعملتهن، ثم جئت بالبيض في قصعة، وجعلت أطلب خبزا ولا أجده، قال: فجعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابه يأكلون من ذلك البيض بغير خبز، قال جابر: فرأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أمسك يده، وأنا أظن أنه قد انتهى إلى حاجته، والبيض في القصعة كما هو، ثم قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأكل منه عامة أصحابنا، ثم رحنا مبردين [ (٢) ] .


[ () ] وأصلح أماكنه ما كان في نهر جيد الماء، وكان يأوى إلى الأماكن الصخرية، ثم الرملية، والمياه الجارية العذبة التي لا قذر فيها، ولا حمأة، الكثيرة الاضطراب والتموج، المكشوفة للشمس والرياح.
والسمك البحريّ فاضل، محمود، لطيف، والطري منه بارد رطب، عسر الهضم، يولد بلغما كثيرا، إلا البحري وما جرى مجراه، فإنه يولد خلطا محمودا، وهو يخصب البدن، ويزيد في المنى، ويصلح الأفرجة الحارة.
وأما المالح، فأجوده ما كان قريب العهد بالتملح، وهو حار يابس، وكلما تقادم عهده ازداد حرّه ويابسه. (زاد المعاد) : ٤/ ٣٢٥- ٣٢٦.
[ (١) ] قال الواقدي: فإنما سميت ذات الرقاع، لأنه جبل فيه بقع حمر وسود وبيض، وزاد السهيليّ: سميت ذات الرقاع لأنهم رقعوا راياتهم، ويقال: ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع، وكانت ليلة السبت لعشر خلون من المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا، وقدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صرار [اسم بئر] يوم الأحد لخمس بقين من المحرم، وغاب خمس عشرة ليلة.
[ (٢) ] (مغازي الواقدي) : ١/ ٣٩٩، غزوة ذات الرقاع.