قوله: «وعنده فرس مربوط بشطنين» ، هو بفتح الشين المعجمة، والطاء، وهما تثنية شطن [وجمعه أشطان] ، وهو الحبل الطويل المضطرب. قال محققه: [قال عنترة] : [لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمّم] [يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم] قوله: «وجعل فرسه تنفر» ، وفي الرواية الثانية: «فجعلت ينفر» ، وفي الثالثة «وجعل فرسه ينفر» ، غير أنهما قالا: «ينقز، أما الأوليان: فبالفاء والراء بلا خلاف، وأما الثالثة: فبالفاء المضمومة وبالزاي، وحكاه القاضي عياض عن بعضهم وغلّطه، ومعنى «ينقز» بالقاف والزاي: يثب. قوله: «فتغشّته سحابة فجعلت تدور وتدنو، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: تلك السكينة نزلت للقرآن» ، وفي الرواية الأخيرة: «تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم» . قد قيل في معنى السكينة هنا أشياء، المختار منها: أنها شيء من مخلوقات اللَّه تعالى، فيه طمأنينة ورحمة، ومعه الملائكة. واللَّه أعلم. وفي هذا الحديث: جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة، وفيه فضيلة القراءة، وأنها سبب نزول الرحمة، وحضور الملائكة، وفيه فضيلة استماع القرآن. قوله: «اقرأ يا فلان» ، وفي الرواية الأخرى: «اقرأ» ثلاث مرات، معناه: كان ينبغي أن تستمر على القرآن، وتغتنم ما حصل لك من نزول السكينة والملائكة، وتستكثر من القراءة التي هي سبب بقائها. قوله: «وفي الرواية السابقة: «أي وثبت» ، وقال هنا: «جالت» ، فأنّث الفرس، وفي الرواية السابقة: «وعنده فرس مربوط» ، فذكّره، وهما صحيحان، والفرس يقع على الذكر والأنثى. (مسلم بشرح النووي) : ٦/ ٣٢٩- ٣٣١: باختصار.