للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذكر من كان يؤذن لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

اعلم أن الأذان والتأذين: النداء إلى الصلاة والمئذنة موضع الأذان، وهي المنارة، والصومعة.

وقد كان لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أربعة من أصحابه يؤذنون: اثنان منهم بمسجده، وواحد بمسجد قباء، وواحد بمكة.

فالمؤذنان بمسجده صلى اللَّه عليه وسلّم: بلال بن رباح [ (١) ] وابن أم مكتوم [ (٢) ] رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما. والّذي يؤذن بقباء سعد القرظ [ (٣) ] رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه ومؤذن مكة أبو محذورة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم.


[ () ] صلى اللَّه عليه وسلّم فيعيده إلى ما كان عليه، ويلغى منه ما كان معاوية زاد فيه، فذكر عن مالك عن أنس أنه شاور في ذلك، فقيل له: إن المسامير قد سلكت في الخشب الّذي أحدثه معاوية، وفي الخشب الأول وهو عتيق، فلا نأمن إن خرجت المسامير التي فيه وزعزعت أن يتكسّر، فتركه المهدي.
(تاريخ الطبري) : ٨/ ١٣٣.
[ (١) ] هو بلال بن رباح الحبشي المؤذن، وهو بلال بن حمامة، وهي أمه اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد، فأعتقه، فلزم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأذن له، وشهد معه جميع المشاهد، وآخى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين أبى عبيده بن الجراح، ثم خرج بلال بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مجاهدا إلى أن مات بالشام.
قال أبو نعيم: كان ترب أبى بكر، وكان خازن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وروى أبو إسحاق الجوزجاني في تاريخه، من طريق منصور، عن مجاهد، قال: قال عمار: كل قد قال: ما أرادوا- يعنى المشركين- غير بلال.
ومناقبه كثيرة مشهورة، قال ابن إسحاق: كان لبعض بنى جمح مولد من مولد بهم، واسم أمه حمامة. وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيقول وهو في ذلك: أحد أحد. فمر به أبو بكر فاشتراه منه يعبد له أسود جلد.