للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى بياضة أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه، قال: وكان حجاما.

قال الحاكم:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

فصل في ذكر حلق شعر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

اعلم أن المحفوظ من هدى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه لم يحلق رأسه المقدم إلا في عمرة أو حجة.

وأول عمرة اعتمرها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعد الهجرة عمرة الحديبيّة وهي التي صده المشركون فيها عن البيت، فقاضاهم، ثم نحر هديه وحلق.

قال الواقدي: وحدثني يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه ابن أبى صعصعة، عن الحارث بن عبد اللَّه، عن أم عمارة، قالت: فأنا انظر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين فرغ عن نحر البدن، فدخل قبة له من أدم حمراء، فيها الحلاق فحلق رأسه، فأنظر إليه قد أخرجه رأسه من قبته وهو يقول: رحم اللَّه المحلقين. قيل: يا رسول اللَّه، والمقصرين! قال: رحم اللَّه المحلقين- ثلاثا- ثم قال والمقصرين [ (١) ] .

وحدثني إبراهيم بن يزيد، عن أبى الزبير، عن جابر، قال وأنا انظر إليه حين حلق رأسه، ورمى بشعره على شجره كانت إلى جنبه من سمره خضراء [ (١) ] .


[ () ] الأنصار، فأنكحوه وأنكحوا إليه يا بنى بياضة. (الاستيعاب) : ٤/ ١٧٧٢، ترجمة رقم (٢٣٠٩) .
قال الإمام النووي في (شرح مسلم) : وفي هذه الأحاديث إباحة التداوي، وإباحة الأجرة على المعالجة بالتطبب، وفيها الشفاعة إلى أصحاب الحقوق، والديون، في أن يخففوا منها.
وفيها جواز مخارجة العبد برضاه ورضا سيده. (مسلم بشرح النووي) : ١٠/ ٥٠٢.
[ (١) ] (مغازي الواقدي) : ٢/ ٦١٥- ٦١٦.