للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصم [ (١) ] ،

كل الصيد في جوف الفرا،

القناعة مال لا ينفذ [ (٢) ] ،

ومثل هذا كثير [ (٣) ] .

[وأما تكلمه بالفارسية]

فخرّج ابن حبان من حديث أبي عاصم النبيل عن حنظلة بن أبي سفيان عن سعيد بن مينا عن جابر بن عبد اللَّه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لأصحابه: قوموا فقد صنع لكم جابر سورا، قال ثعلب: إنما يراد من هذا أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تكلم بالفارسية،

قوله: صنع سورا: أي طعاما دعا إليه الناس [ (٤) ] .

وخرّج أيضا من حديث الصلت بن الحجاج عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال: مرّ بي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أشتكي بطني فقال: يا أبا هريرة، عليك بالصلاة فإنه شفاء من كل سقم،

قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يثبت عند علماء النقل، وقد رويناه من أربعة طرق عن أبي هريرة، ومدارها على داود ابن علية، قال يحيى:

لا يكتب حديثه، وقال مرة: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له، وهذه الطريق التي يرويها ابن حبان عن الصلت لا تصح. قال أبو أحمد بن عدي الحافظ: حديث الصلت منكر، قال ابن الجوزي: ولعله أخذه من داود بن علية، ثم مدار الكل على ليث وقد ضعّفوه، قال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، وكان ثعلب الأسانيد، ويأتي عن الثقات بما ليس في حديثهم.

وقال علماء النقل: أبو هريرة لم يكن فارسيا، إنما مجاهد فارسي، والّذي قال هذا أبو هريرة خاطب به مجاهدا، ومن رفعه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقد وهم. وقد روي هذا الحديث إبراهيم بن البراء من طريق أبي الدرداء، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له ذلك، وإبراهيم يحدّث بالأباطيل، قال ابن حبان: يحدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات.


[ (١) ] حديث «حبك للشيء يعمى ويصم» أخرجه البخاري في التاريخ وأحمد أبو داود عن أبي الدرداء.
[ (٢) ] في (خ) «النداء» وما أثبتناه من (صفة الصفوة) ج ١ ص ٢٠٦، والحديث أخرجه الرامهرمزيّ في (الأمثال) عن نصر بن عاصم الليثي بسند جيد ولكنه مرسل، وأخرجه أيضا العسكري.
[ (٣) ] حديث «القناعة مال لا ينفد» أخرجه القضاعي عن أنس.
[ (٤) ] راجع: (صفة الصفوة لابن الجوري) ج ١ ص ٢٠٣ إلى ص ٢١٨.