للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الرّداء

الرداء من الملاحف تجمع على أردية، وهو الرداء، وقد تردّيت به، وارتديت، وإنه لحسن الرّدية، أي الارتداء [ (١) ] .

خرّج أبو عيسى في (الشمائل) من حديث حماد بن سلمة، عن حبيب ابن الشهيد، عن الحسن عن أنس [بن مالك] [ (٢) ] أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خرج وهو متكئ على أسامة بن زيد، وعليه ثوب قطري قد توشح به، فصلّى بهم [ (٣) ] .


[ (١) ] قال ابن منظور: والرّداء: الّذي يلبس، وتثنيته رداءان، وإن شئت رداوان، لأن كل اسم ممدود فلا تخلو همزته، إما أن تكون أصلية فتتركها في التثنية على ما هي عليه ولا تقلبها، والرداء من الملاحف، وقد تردى به وارتدى بمعنى، أي لبس الرداء، وإنه لحسن الرّدية أي الارتداء، والرداء: الغطاء الكبير. (لسان العرب) : ١٤/ ٣١٦- ٣١٧ مختصرا.
[ (٢) ] زيادة للسياق من (الشمائل) .
[ (٣) ] (الشمائل المحمدية) : ٦٩- ٧٠، حديث رقم (٦٠) ثم قال في آخره: قال عبد بن حميد [أحد الرواة] : قال محمد بن الفضل: سألني يحيى بن معين عن هذا الحديث أول ما جلس إليّ، فقلت:
حدثنا حماد بن سلمة، فقال: لو كان من كتابك، فقمت لأخرج كتابي، فقبض على ثوبي، ثم قال:
أمله عليّ فإنّي أخاف أن لا ألقاك، قال: فأمليته عليه، ثم أخرجت كتابي فقرأت عليه.
وهو حديث صحيح ورجال إسناده ثقات، فالإسناد صحيح، لولا عنعنة الحسن البصري، ولكنه توبع، فقد جاء في (الشمائل) : ١٢١، حديث رقم (١٣٦) : حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس رضى صلّى اللَّه عليه وسلم عنه: «أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان شاكيا فخرج يتوكأ على أسامة بن زيد وعليه ثوب قطرىّ قد توشح به فصلّى بهم» ، وحميد مدلس أيضاً وقد عنعنة، لكن عنعنة أنس مقبولة، وقد أخرجه أبو الشيخ من الوجهين في (أخلاق النبي) : ١٥، وابن حبان في (صحيحه) : ٦/ ١٠٤- ١٠٥، حديث رقم (٢٣٣٥) من كتاب الصلة، ذكر الإباحة للمرء أن يصلّى في الأبراد القطرية، وإسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه الإمام