للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[أم المؤمنين أم حبيبة]]

[ (١) ] وأم حبيبة رملة، وقيل: هند- ورملة أثبت- ابنة أبى سفيان صخر بن


[ (١) ] هي السيدة المحجّبة: رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي. مسندها خمسة وستون حديثا، واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين، وتفرد مسلم بحديثين [البخاري في النكاح، باب وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ، وفي الطلاق، باب الكحل للحادة، ومسلم في الرضاع، باب تحريم الربيبة وأخت المرأة، وفي الطلاق، باب وجوب الإحداد، وفي صلاة المسافرين، باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وفي الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى مني في أواخر الليل قبل زحمة الناس] .
وهي من بنات عم الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، عقد له صلّى اللَّه عليه وسلم عليها بالحبشة، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربعمائة دينار وجهزها بأشياء، روت عنه عدّة أحاديث، وقبرها بالمدينة.
قال ابن سعد: ولد أبو سفيان: حنظلة المقتول يوم بدر، وأم حبيبة، توفى عنها زوجها الّذي هاجر بها إلى الحبشة: عبيد اللَّه بن جحش بن رياب الأسدي، مرتدا متنصرا.
عقد عليها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالحبشة سنة ست، وكان الولي عثمان بن عفان. [ (الاستيعاب) (والمستدرك) ] معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة: أنها كانت تحت عبيد اللَّه، وأن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوجها بالحبشة، زوجها إيها النجاشىّ، ومهرها أربعة آلاف درهم، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، وجهازها كله من عند النجاشىّ. [إسناده صحيح، أخرجه أبو داود في النكاح، باب الصداق، والنسائي في النكاح، باب القسط في الأصدقة، وأحمد في (المسند) ] .
وقيل: إن أم حبيبة لما جاء أبوها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ليؤكد عقد الهدنة، ودخل عليها، فمنعته أن يجلس على فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لمكان الشرك. [أخرجه ابن سعد في (الطبقات) من طريق الواقدي، عن محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري] .
وأما ما ورد من طلب أبى سفيان من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن يزوجه بأم حبيبة، فما صحّ، ولكن الحديث في مسلم، وحمله الشارحون على التماس تجديد العقد. [مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبى سفيان بن حرب، وقد أعله غير واحد من الأئمة] .
وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة، ولا سيما في دولة أخيها ولمكانه منها قيل له: خال المؤمنين [كذا قاله الذهبي في (سير الأعلام) . لكن قال القسطلاني في (المواهب اللدنية) : ولا يقال: بناتهن أخوات المؤمنين، ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات، ولا إخوتهن ولا أخواتهن أخوال وخالات] .
قال الواقدي، وأبو عبيد، والفسوي: ماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.
وقال أيضا: حدثنا محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري، قال: لما قدم أبو سفيان المدينة، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم