للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليوم، ولكن إنما هو إسار أو فدية: وجعل أبا حذيفة العدوي على مقاسم المغنم.

[سؤاله عن مالك بن عوف]

وقال للوفد [ (١) ] : ما فعل مالك بن عوف؟ قالوا: هرب فلحق بحصن الطائف مع ثقيف فقال: إنه إن يأت [ (٢) ] مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل.

وكان قد حبس أهل مالك بمكة عند [عمتهم أم عبد اللَّه بهمة [ (٣) ] ابنة أبي أمية] [ (٤) ] ، ووقف ماله فلم تجر فيه السهام. فلما بلغ ذلك مالكا [ (٥) ] مر من ثقيف ليلا، وقدم الجعرانة وأسلم، وأخذ أهله وماله ومائة من الإبل. ويقال: بل قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو بمكة واستعمله على قومه، وعقد له لواء فقاتل أهل الشرك، وأغار على ثقيف وقاتلهم وقتل وغنم كثيرا. وبعث إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالخمس مما يغير عليه: فبعث مرة مائة بعير ومرة ألف شاة.

[مقالة الأنصار إذ منعوا العطاء]

ولما أعطى رسول اللَّه عطاياه وجد [ (٦) ] الأنصار في أنفسهم- إذ لم يكن فيهم منها شيء- وكثرت القالة، فقال واحد: لقي رسول اللَّه قومه! أما حين القتال فنحن أصحابه! وأما حين القسم فقومه وعشيرته! ووددنا أنا نعلم ممن كان هذا؟

إن كان هذا من اللَّه صبرنا، وإن كان هذا من رأي رسول اللَّه استعتبناه، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فغضب غضبا شديدا. ودخل عليه سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه فقال له: ما يقول قومك؟ قال: وما يقولون يا رسول اللَّه؟! فذكر له ما بلغه وقال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال يا رسول اللَّه؟! فذكر له ما بلغه وقال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال يا رسول اللَّه، ما أن إلا كأحدهم وإنا لنحب أن نعلم من أين هذا؟ قال: فاجمع لي من كان ها هنا من الأنصار.

فلما اجتمعوا، حمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال:


[ (١) ] في (خ) «للوقد» .
[ (٢) ] في (خ) «بات»
[ (٣) ] في (خ) «بهمت» .
[ (٤) ] يقول محقق (ط) : «ولم أجد أم عبد اللَّه هذه ولا خبرها» ، ونقول: «أم عبد اللَّه هذه وخبرها بتمامه في (المغازي للواقدي) ج ٣ ص ٩٥٥» .
[ (٥) ] في (خ) «مالك» .
[ (٦) ] وجد الأنصار في أنفسهم: غضب الأنصار في أنفسهم.