للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده. قالت الأنصار: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول اللَّه فخذ لنفسك ولربك ما أحببت. فتكلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فتلا] [ (١) ] القرآن ورغبهم في الإسلام، وشرط عليهم أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم. فأخذ البراء بن معرور بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقال: والّذي بعثك لنمنعك مما نمنع منه أزرنا [ (٢) ] ، فبايعنا يا رسول اللَّه، فنحن واللَّه أهل الحرب. فاعترض الكلام أبو الهيثم بن تيهان فقال: يا رسول اللَّه إننا بيننا وبنى الناس حبالا وإنا قاطعوها، فهل عسيت [ (٣) ] إن أظهرك اللَّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

فتبسم صلّى اللَّه عليه وسلّم وقال: أنتم مني وأنا منكم، أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم، في كلام آخر.

وتكلم العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ابن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، فأحسن ما شاء في شد العقد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالوا: ابسط يدك. فبايعوه.

[أول من بايع]

وكان أوّلهم مبايعة أبو أمامة أسعد بن زرارة، وقيل: أو الهيثم بن التّيهان، وقيل: البراء بن معرور، وقيل: إن العباس بن عبد المطلب هو الّذي كان يأخذ عليهم البيعة. وكانت بيعتهم على أن يمنعوه صلّى اللَّه عليه وسلّم مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وأزرهم [ (٤) ] .

[أمر النقباء الاثني عشر]

وأقام صلّى اللَّه عليه وسلّم منهم اثنى عشر نقيبا هم: أسعد بن زرارة، وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ [ (٥) ] ، (وعبد اللَّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة


[ (١) ] هذه التكملة ساقطة من (خ) وأكملناها من ابن هشام ج ٢ ص ٦٣.
[ (٢) ] الأزر: جمع إزار وهو الثوب، كناية عن النساء كالفراش، وقد تكون كناية عن الأنفس.
[ (٣) ] يريدون بها الشك، ورجاء أن لا يكون ذلك.
[ (٤) ] الأزر هنا: كناية عن الأنفس.
[ (٥) ] في (خ) «الأعز» والتصويب من (ابن هشام) ج ٢ ص ٦٥.