وأما إخباره صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر بدومة الجندل بأنه يجده يصيد البقر فوجده كما قال
فروى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق [ (١) ] قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد اللَّه بن أبي بكر أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لخالد: إنك ستجده يصيد البقر،
فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين في ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا واللَّه، قالت: فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فأسرج وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له: حسان، فخرجوا معهم بمطاردهم فتلفقتهم خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأخذته وقتلوا أخاه حسان، وكان عليه قباء من ديباج مخوّص بالذهب، فاستلبه خالد بن الوليد، فبعث به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل قدومه به عليه، ثم إن خالدا قدم بالأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فحقن له دمه وصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله فرجع إلى قريته، فقال رجل من طيِّئ يقال له: بجير بن بجرة يذكر
قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لخالد: إنك ستجده يصيد البقر وما صنعت البقر تلك الليلة حتى استخرجته لتصديق قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
تبارك سائق البقرات إني ... رأيت اللَّه يهدي كل هاد
ومن يك عائدا عن ذي تبوك ... فإنا قد أمرنا بالجهاد
زاد فيه غيره: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا يفضض اللَّه، فاك فأتى عليه تسعون سنة فما تحرك له ضرس ولا سن.