قال في (المقاصد) : وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث وإنه «بلالا» ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيا عن المنع وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل. انتهى، وأقول مما قيل فيه أن أصله أنفق بلال، قولك: ومنه إن مصدر بلّ يبلّ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في (الأشباه والنظائر) النحوية بأنه من الإتباع وان كان منادى مفردا علما، وعبادته فيها ومنه اتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ، إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا، في قراءة من نوّن الجميع، وحديث أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش. انتهى، وقال في (الهمع) أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسندة وغيره: أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا، نون المنادي المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا. انتهى، وأقول ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب، ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب.