* وفيه ما يدل على التغليظ في فوت العصر، فوقى اللَّه عليا ذلك بدعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لطاعته وكرامته لديه. * وفيه لعلى المقدار الجليل والرتبة الرفيعة. * وفيه إباحة النوم بعد العصر، وإن كان مكروها عن بعضهم بما روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه» ، لأن هذا منقطع، وحديث أسماء متصل، ويمكن التوفيق بأن نفس النوم بعد العصر مذموم، وأما نوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان لأجل وحي يوحى إليه، وليس غيره كمثله فيه. والّذي يؤيد الكراهة قول عمرو بن العاص: النوم منه خرق، ومنه خلق، ومنه حمق، يعني الضحى، والقائلة، وعند حضور الصلوات، ولأن بعد العصر يكون انتشار الجن، وفي الرقدة يكون الغفلة. وعن عثمان: الصبحة تمنع الرزق. وعن ابن الزبير أن الأرض تعجّ إلى ربها من نومة العلماء بالضحى، مخافة الغفلة عليهم، فندب اجتناب ما فيه الخوف، واللَّه أعلم. (المرجع السابق) . قال بعض المحققين: هذا الحديث ليس بصحيح، وإن أوهم تخريج القاضي عياض له في (الشفاء) عن الطحاوي في (مشكل الآثار) من طريقين، فقد ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) : ١/ ٣٥٥- ٣٥٧، وقال إنه موضوع بلا شك، وفي سنده أحمد بن داود وهو متروك الحديث كذاب، كما قال الدار الدّارقطنيّ. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. قال ابن الجوزي: وقد روى هذا الحديث ابن شاهين، فذكره ثم قال: وهذا حديث باطل، قال: ومن تغفل واضعه أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يلمح عدم الفائدة فيها، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس تصير قضاء، ورجوع الشمس لا يعيدها أداء. وقد أفرد ابن تيمية تصنيفا مفردا في الرد على الروافض، ذكر فيه الحديث بطرقه ورجاله، وأنه موضوع، والعجب من القاضي عياض مع جلالة قدرة، وعلو خطره في علوم الحديث، كيف سكت عنه موهما صحته، ناقلا ثبوته، موثقا رجاله. وقال أحمد: لا أصل له، وتبعه ابن