للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتح أسفلها عنوة وأعلاها صلحا [ (١) ] .

وروي أنه يوم فتح مكة حام حمام الحرم [ (٢) ] فأظلته صلّى اللَّه عليه وسلّم، فدعا لها بالبركة.

وكان يحبّ الحمام.

غزوة حنين «هوازن»

ثم خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى غزوة حنين: وذلك واد- ويقال ماء- بينه وبين مكة ثلاث ليال في قرب الطائف. سمّي بحنين بن قانية بن مهلائيل من جرهم، وقيل: حنين بن ماثقة بن مهلان بن مهليل بن عبيل بن عوص بن إرم ابن سام [ (٣) ] بن نوح.

[جموع هوازن وثقيف]

وذلك أن أشراف هوازن وثقيف حشدوا، وقد جعلوا أمرهم إلى مالك ابن عوف بن سعيد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة [ (٤) ] بن دعمان بن نصر بن معاوية ابن بكر بن هوازن النصريّ، وهو ابن ثلاثين سنة. وأقبلت ثقيف ونصر وجشم، وكان في ثقيف سيّدان [ (٥) ] لهم هما: قارب بن عبد اللَّه بن الأسود بن مسعود الثقفيّ، وذو الخمار سبيع بن الحارث، [ويقال: الأحمر بن الحارث] ، واجتمع إليهم من بني هلال بن عامر نحو المائة، ولم يحضرهم أحد من كعب ولا كلاب


[ (١) ] يقول ابن القيم في (زاد المعاد) ج ٣ ص ٤٢٩ في الإشارة إلى ما في الغزوة من الفقه واللطائف، «وفيها البيان الصريح بأن مكة فتحت عنوة كما ذهب إليه جمهور أهل العلم، ولا يعرف في ذلك خلاف إلا عن الشافعيّ وأحمد في أحد قوليه» ثم قال: «قال أصحاب الصلح: لو فتحت عنوة لقسمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين الغانمين كما قسم خيبر» ، «ولو فتحت عنوة لملك الغانمون رباعها ودورها» ، «قال أرباب العنوة: لو كان قد صالحهم لم يكن لأمانه المقيد بدخول كل واحد داره، وإغلاق بابه، وإلقاء سلاحه فائدة» .
«وأيضا فلو كان فتحها صلحا، لم يقل: إن اللَّه قد أحلها لي ساعة من نهار، فإنّها إذا فتحت صلحا كانت باقية على حرمتها» .
[ (٢) ] في (خ) «الحرر» .
[ (٣) ] في (خ) «سلام» .
[ (٤) ] في (خ) «واثله» .
[ (٥) ] في (خ) «سيديان» .