للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتميم، وروى عنه في تحريم الخمر،

وأنه أسرج في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالقنديل، والزيت، وكانوا لا يسرجون قبل ذلك الا بسعف النخل فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: من أسرج مسجدنا؟ فقال تميم: غلامي هذا، فقال: ما اسمه فقال:

فتح، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: اسمه سراج،

قال: فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سراجا.

فصل في ذكر تخليق المسجد في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم

الخلاق ضرب من الطيب وقيل: الزعفران وقد تخلق وخلقة وخلقت المرأة جسمها طلته بالخلوق [ (١) ] .

خرج قاسم بن أصبغ من حديث معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عمر بن سليم قال: حدثني أبو الوليد قال: قلت لابن عمر ما كان يدهن هذا الزعفران في المسجد، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فرأى نخامة في قبلة المسجد فقال غير هذا كان أجزى، فسمع ذلك، قال: هذا أحسن من الأول

فقال فصنعه الناس.

وخرجه عمر بن شبة بهذا السند، ولفظه: قلت لابن عمر ما له والزعفران في المسجد؟ فقال: ما أقبح هذا من فعل، فجاء صاحبها فحكها وطلاها بزعفران، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هذا أحسن من ذلك.


[ () ] بخطه بمثناة من فوق ساكنة ثم حاء مهملة
- قال: قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ونحن خمسة غلمان لتميم الداريّ معه وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أمرنى فشققتها، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لتميم: يعنى غلمانك لأعتقهم، فقال له تميم: قد أعتقتهم يا رسول اللَّه.
(الاصابة) : ٣/ ٣٨، ترجمة رقم (٣١٠٥) .
[ (١) ] والخلوق والخلاق: ضرب من الطيب، وقيل الزعفران.
وقد تخلق وخلقته: طليته بالخلوق. وخلقت المرأة جسمها: طلته بالخلوق، وقد تخلقت المرأة بالخلوق، والخلوق: طيب معروف يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهى عنه، والنهى أكثر وأثبت، وإنما نهى لأنه من طيب النساء، وهن أكثر استعمالا له منهم، قال ابن الأثير: والظاهر أن أحاديث النهى ناسخة.