للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلّى اللَّه عليه وسلّم تدعوه أن يخرج في تجارة إلى سوق حباشة [ (١) ] . وبعثت معه غلامها ميسرة، فخرجا فابتاعا بزا من بز الجند [ (٢) ] وغيره مما فيها من التجارة، ورجعا إلى مكة فربحا ربحا حسنا، ويقال إن أبا طالب كلم خديجة حتى وكلت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بتجارتها.

[مشاركته السائب في التجارة]

وكان يشارك السائب بن أبي السائب صيفي بن عابد [ (٣) ] بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، فلما كان يوم الفتح جاءه فقال عليه السلام: (مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري)

ومعنى يداري: يشاحن ويخاصم صاحبه.

[رعيه الغنم]

وكان بعد ذلك يرعى غنما لأهل مكة على قراريط، قيل: كل شاة بقيراط، وقيل: قراريط موضع، ولم يرد بذلك القراريط من الفضة [ (٤) ] .

مشهده حرب الفجار [ (٥) ]

وشهد حرب الفجار الأيام سائرها إلا يوم نخلة، وكان يناول عمه- الزبير


[ () ] والعروض.
قال الأصمعي: وإنما سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد. (معجم البلدان ج ٢ ص ٧٤) .
[ (١) ] حباشة: بالضم والشين المعجمة، سوق من أسواق العرب في الجاهلية، ذكره في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: لما استوى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وبلغ أشدّه وليس له مال كثير استأجرته خديجة إلى سوق حباشة.
[ (٢) ] الجند: بالتحريك، قال أبو سنان اليماني: « ... وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة:
فوال على الجند ومخاليفها، وهو أعظمها، ووال على صنعاء ومخاليفها، وهو أوسطها، ووال على حضرموت ومخاليفها، وهو أدناها» . (معجم البلدان ج ٢ ص ١٩٦) .
[ (٣) ] هكذا في (خ) ، وفي ابن هشام:
قال ابن إسحاق: «السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم» (ابن هشام ج ٣ ص ٢٦٨) .
[ (٤) ]
روى البخاري في كتاب (الإجارة) : باب رعي الغنم على قراريط: «عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: ما بعث اللَّه نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت؟ قال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» .
(صحيح البخاري ج ١ ص ٣٢) وذكره ابن ماجة بلفظ آخر، (صحيح سنن ابن ماجة للألباني ج ٢ ص ٧٢٧ باب الصناعات حديث رقم ٢١٤٩) .
[ (٥) ] الفجار بكسر الفاء، «وإنما سمّي يوم الفجار بما استحل فيه هذان الحيان- كنانة وعسقلان- من