للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضيافة الوفد]

ثم أنزل المغيرة في داره، وأمر لهم عليه السلام بخيمات ثلاث من حرير فضربن في المسجد. فكانوا يستمعون القراءة بالليل وتهجّد الصحابة، وينظرون صفوفهم في الصلوات المكتوبات، ويرجعون إلى منزل المغيرة فيطعمون ويتوضءون. وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يجري لهم الضيافة في دار المغيرة فكانوا لا يطعمون طعاما يأتيهم من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى يأكل منه خالد بن سعيد بن العاص، فإنه كان يمشي بينهم وبين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى أسلموا.

[بعض اعتراضهم]

وكانوا يسمعون خطبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولا يسمعونه يذكر نفسه فقالوا: يأمرنا نشهد أنه رسول اللَّه، ولا يشهد به في خطبته! فلما بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قولهم قال: أنا أول من شهد أنّي رسول اللَّه، ثم قام فخطب، وشهد أنه رسول اللَّه في خطبته.

[إسلام عثمان بن أبي العاص]

فمكثوا أياما يغدون على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويخلفون عثمان بن أبي العاص على رحالهم- وكان أصغرهم- فكانوا إذا رجعوا وناموا بالهاجرة، خرج فعمد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسأله عن الدين، فاستقرأه القرآن وأسلم سرا وفقه وقرأ من القرآن سورا.

[جدال الوفد في الزنا والربا والخمر]

هذا

ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يدعو الوفد إلى الإسلام، فقال له عبد ياليل: هل أنت مقاضينا [ (١) ] حتى نرجع إلى قومنا، فقال إن أنتم أقررتم بالإسلام قاضيتكم، وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينكم. فقال عبد ياليل: أرأيت الزنا! فإنا قوم عزّاب [ (٢) ] لا بد لنا منه، ولا يصبر أحدنا على العزبة [ (٣) ] ! قال: هو مما حرّم اللَّه، قال:


[ (١) ] قاضي مقاضاة: جعل بينه وبينه قضاء محكما.
[ (٢) ] في (خ) «عذاب» .
[ (٣) ] في (خ) «العدبة» ، والعزبة والعزوبة بمعنى.