للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طرد المنافقين من المسجد [ (١) ]

فقام أبو أيوب إلي قيس بن عمر بن قيس فجرّ برجله حتى أخرجه من المسجد، وقام عمارة بن حزم إلي زيد بن عمرو وكان طويل اللحية فأخذ بلحيته فقاده بها قودا عميقا حتى أخرجه، وقام رجل من بني عمرو بن عوف إلى زويّ بن الحارث فأخرجوا جميعا (المرجع السابق: ٥٦، (البداية والنهاية) ٣/ ٢٩٢) .

ووديعة بن ثابت أحد بني عمرو بن عوف ممن بني مسجد الضرار، وهو الّذي قال: إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فأنزل اللَّه عز وجل فيه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ


[ (١) ] هذا العنوان من (ابن هشام) ، حديث قال: وكان هؤلاء المنافقون في المسجد يحضرون فيستمعون أحاديث المسلمين، ويسخرون ويستهزءون بدينهم، فاجتمع يوما في المسجد منهم ناس، فرآهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم، قد لصق بعضهم ببعض، فأمر بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا.
فقام أبو أيوب، خالد بن زيد بن كليب، إلى عمر بن قيس، أحد بني غنم بن مالك بن النجار- كان صاحب آلهتهم في الجاهلية- فأخذ برجله فسحبه حتى أخرجه من المسجد وهو يقول: أتخرجني يا أبا أيوب من مربد بنى ثعلبة؟
ثم أقبل أبو أيوب أيضا إلي رافع بن وديعة أحد بنى النجار، فلببه بردائه- ثم نثره نثرا شديدا، ولطم وجهه، ثم أخرجه من المسجد، وأبو أيوب يقول له: أف لك منافقا خبيثا، أدراجك يا منافق من مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقام عمارة بن حزم إلى زيد بن عمرو- وكان رجلا طويل اللحية- فأخذ بلحيته فقاده قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد، ثم جمع عمارة يديه فلدمه بهما في صدره لدمة خرّ منها. قال: يقول خد شتنى يا عمارة، قال: أبعدك اللَّه يا منافق، فما أعد اللَّه لك من العذاب أشد من ذلك، فلا تقربنّ مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقام أبو محمد- رجل من بني النجار، كان بدريا- وأبو محمد مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك النجار: إلى قيس بن عمرو بن سهل- وكان قيس غلاما شابا، وكان لا يعلم في المنافقين شاب غيره- فجعل يدفعه في قفاه حتى أخرجه من المسجد.
وقام رجل من بني الخدرة بن الخزرج، رهط أبى سعيد الخدريّ يقال له: عبد اللَّه بن.