أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد العدال من كتابه، حدثنا أبو الحسن المقرئ الفرغاني، حدثتنا أم القاسم بنت أبى بكر، عن أبيها، حدثنا الشريف أبو الحسن على بن محمد الحسنى، حدثنا محمد بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا همام، حدثنا الحسن، عن قتادة، عن يحيى، عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: لما تجلى اللَّه عز وجل لموسى عليه السلام، كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء مسيرة عشرة فراسخ، ولا يبعد على هذا أن يختص نبينا صلى اللَّه عليه وسلّم بما ذكرناه من هذا الباب. [ (٢) ] هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام، القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبى الأندلسى، ثم السبتي المالكي- ولد سنة ست وسبعين وأربع مائه، تحول جدهم من الأندلسى، ثم السبتي المالكي- ولد سنة ست وسبعين وأربع مائه، تحول جدهم من الأندلس إلى فاس، ثم سكن سبتة. رحل إلى الأندلس سنة بضع وخمس مائة، وروى عن القاضي أبى على بن سكرة الصدفي، ولازمه، وعن أبى بحر بن العاص، وعدة. وتفقه بأبي عبد اللَّه محمد بن عيسى التميمي، والقاضي محمد بن عبد اللَّه المسيلي، واستبحر من العلوم، وجمع وألف، وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق. قال خلف بن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم. قال القاضي شمس الدين في (وفيات الأعيان) : هو إمام الحديث في وقته، وأعرف الناس بعلومه، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، وكل تواليفه بديعة، وله شعر حسن. قلت: تواليفه لنفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب (الشفا) لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، واللَّه يثيبه على حسن قصده، وينفع ب (شفائه) ، وقد فعل.