قال النووي في شرح مسلم: «بدأ الإسلام غريبا» كذا ضبطناه: «بدأ» بالهمزة من الابتداء و «طوبى» فعلى من الطيب. قال الفراء: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء، قال: وفيها لغتان. تقول العرب: طوباك، وطوبى لك. وأما معنى «طوب» فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: طُوبى لَهُمْ [الرعد: ٢٩] فروى عن ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعمى لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضا معناه: أصابوا خيرا، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة الحديث. وقال القاضي عياض: روى ابن أبي أويس عن مالك: معنى بدأ غريبا، أي بدأ الإسلام غريبا في المدينة، وسيعود إليها. وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحق أهله النقص والاختلاف، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا بدأ. وجاء في الحديث تفسير الغرباء «هم النزاع من القبائل» قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى اللَّه تعالى. نقول وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة قيمة استوفى فيها شرح هذا الحديث سماها «كشف الكربة في وصف أهل الغربة» .