للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجدعة بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وعبد اللَّه بن طارق، وزيد بن الدّثنّة، وهم موثقون بأوتار قسيّهم، فنزع عبد اللَّه بن طارق يده من رباطه وأخذ سيفه، فقتلوه رجما بالحجارة وقبروه بمرّ الظهران.

[خبر خبيب بن عدي بمكة]

وقدموا مكة بخبيب وزيد فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب بثمانين مثقالا ذهبا، ويقال: بخمسين فريضة [ (١) ] ويقال: اشترته ابنة [ (٢) ] الحارث بن عامر بن نوفل بمائة من الإبل. [وكان حجير بن أبي إهاب قد ابتاع خبيب بن عدي لزوج أخته عقبة ابن الحارث بن عامر بن نوفل، ليقتله بأبيه: قتل يوم بدر] [ (٣) ] واشترى زيدا صفوان بن أمية بخمسين فريضة ليقتله بأبيه. ويقال: أنه شرك فيه أناس من قريش.

وحبس حجير خبيبا- لأنه كان في ذي القعدة وهو شهر حرام- فأقام محبوسا في بيت ماويّة [ (٤) ] ، مولاة بني عبد مناف، وحبس زيد عند نسطاس مولى صفوان ابن أمية، ويقال: عند قوم من بني جمح، فرأت ماوية خبيبا وهو يأكل عنبا من قطف مثل رأس الرجل في يده، وما في الأرض يومئذ حبة عنب، فعلمت أنه رزق رزقه اللَّه، فأسلمت بعد ذلك، وكان يجهر بالقرآن فيسمعه النساء فيبكين، فلما أعلمته ماوية- بعد انسلاخ الأشهر الحرم- بقتله، ما اكترث لذلك، وطلب حديدة فأتته بموسي مع ابنها أبي حسين [ (٥) ] ، مولى بني الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف بن قصي فقال له ممازحا له: وأبيك إنك لجريء! أما خشيت أمّك


[ (١) ] الفريضة: ما فرض في السائمة من الصدقة، ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة غير الزكاة، (ترتيب القاموس) ج ٣ ص ٤٧٣ و (النهاية) ج ٣ ص ٤٣٢.
[ (٢) ] في (خ) «اشتراه ابنه الحارث» ، وما أثبتناه من (الواقدي) ج ١ ص ٢٥٧.
[ (٣) ] ما بين القوسين من (الواقدي) ج ١ ص ٣٥٧ ومكانه في (خ) فهو هكذا، وكان خبيب قد قتله عقبة ابن الحارث بن عامر بن نوفل فأرادوا قتله به» وهذا خطأ كله وفي (ابن سعد) و (الواقدي) أنه اشتراه «لابن أخته» وهذا خطأ أيضا، بدليل ما قاله ابن حجر في (الإصابة) ج ٧ ص ٢٠ ترجمة رقم ٥٥٨٥ «مات عقبة بن الحارث في خلافة ابن الزبير» .
[ (٤) ] في (الواقدي) «في بيت امرأة يقال لها ماويّة» وهو أجود.
[ (٥) ] في (خ) «أبي الحسن بن الحارث» «وهو خطأ» هكذا قال محقق (ط) ، وفي (ابن هشام) ج ٣ ص ٩٦. «قال ابن هشام: ويقال إن الغلام ابنها» . وفي (ابن الأثير) ج ٢ ص ١٦٧ «ندب صبي لها ... » راجع (صحيح البخاري) ج ٧ ص ٣٨٢، ٣٨٣.