للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتادة، عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم تعجبه الرؤيا، قال: هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم؟ قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقال لها النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة هم أفضل أو خير أهل الأرض.

فلما توفي النبي صلى اللَّه عليه وسلم ودفن في بيتها، قال لها: أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- هذا أحد أقمارك، وهو خيرها، ثم توفي أبو بكر وعمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- ودفنا في بيتها.

وقال أبو عبد اللَّه محمد بن زبالة: وحدثني عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن إسماعيل عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الحسني عن أهل بيته قال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلم بني عليه بتسع لبنات نصبن نصبا [ (١) ] .

ذكر ما جاء في زيارة قبر النبي صلى اللَّه عليه وسلم وما ظهر من قبره، مما هو من أعلام نبوته [وفضيلة من زاره، وسلم عليه، وكيف يسلم ويدعو] [ (٢) ]

قال ابن عائذ: حدثنا الوليد، حدثنا مالك عن يحيي بن سعيد، قال:


[ (١) ] (سبق تخريجه) .
[ (٢) ] زيادة في العنوان من (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) .
قال العلامة القسطلاني: في (المواهب اللدنية) : ٤/ ٥٧٠ وما بعدها: اعلم أن زيارة قبره الشريف من أعظم القربات، وأرجي الطاعات، والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام، وخالف اللَّه ورسوله وجماعة العلماء الأعلام.
وقد أطلق بعض المالكية، وهو أبو عمران الفاسي، كما ذكره في (المدخل) عن (تهذيب الطالب) لعبد الحق، أنها واجبة، قال: ولعله أراد وجوب السنن المؤكدة.
وفي المعجم الكبير للطبراني: أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي، كان حقا علي أن أكون شفيعا له يوم القيامة. وصححه ابن السكن.
وروي عنه صلى اللَّه عليه وسلم: من وجد سعة ولم يفد إلي فقد جفاني. ذكره ابن فرحون في مناسكه، والغزالي في الإحياء، ولم يخرجه العراقي، بل أشار إلى ما أخرجه ابن النجار في (تاريخ المدينة) مما هو في معناه عن أنس بلفظ:
ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني إلا وليس له عذر.