قال أبو عمر بن عبد البر: قيل لعلى بن أبى طالب: اهج عنا القوم الذين يهجوننا فقال: إن أذن لي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فعلت، فقالوا: يا رسول اللَّه ائذن له، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إن عليا ليس عنده ما يراد في ذلك منه، أو ليس في ذلك هنالك، ثم قال ما يمنع القوم الذين نصروا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ قال ابن سيرين: وانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان، وكعب، وعبد اللَّه بن رواحة، فكان حسان وكعب يعرضان بهم في الوقائع والأيام والمآثم ويذكران مثالبهم، وكان عبد اللَّه بن رواحة يعيرهم بعبادة ما لا ينفع. فكان قوله أهون عليهم يومئذ، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان أشد القول عليهم قول عبد اللَّه بن رواحة، وفي ترجمة حسان بن ثابت من (الإصابة) : قال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاثة: وكان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام.