للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غزوة السويق]

ثم خرج إلى غزوة السويق [ (١) ] ، يوم الأحد الخامس من ذي الحجة، على رأس اثنتين وعشرين شهرا من مهاجره صلّى اللَّه عليه وسلّم، فغاب خمسة أيام في طلب أبى سفيان بن حرب ومن معه [ (٢) ] ، و [استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر العمرى] [ (٣) ] .

[قال ابن هشام: [لما] فل [المنهزمون] من قريش من بدر نذر أبو سفيان أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج في مائتي راكب من قريش ليبر يمينه، فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: ثيب، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل حتى أتى بنى النضير تحت الليل، فأتى حيىّ بن أخطب فضرب على بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مكشم- وكان سيد بنى النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم- فاستأذن عليه فأذن له. فقراه وسقاه، وبطنه من خبر الناس [أعلمه بسرهم] ، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منها يقال لها: العريض، فحرقوا أصوار نحل بها [أي نخل مجتمع] . ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين، ونذر بهم الناس] [ (٢) ] .


[ (١) ] السويق: طعام عبارة عن حنطة، أو شعير محمص مطحون، ممزوج بعسل وسمن.
[ (٢) ] (سيرة بن هشام) : ٣/ ٣١٠- ٣١١.
[ (٣) ] زيادة للسياق من كتب السيرة.