صيغة الحديث القدسي: أكثر الصيغ التي يعرف بها الحديث القدسي وأشهرها ما كان صريحا في بيان هذه النسبة، مثل قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «وقال اللَّه» أو «يقول اللَّه:» أو «قال ربكم: «أو يقول ربكم» أو «أوحى اللَّه» أو ما أشبه ذلك من الصيغ التي تثبت القول للرب تبارك وتعالى عن طريق إسناد فعل القول أو ما يؤدى معناه إسنادا صريحا إليه، وهناك صيغ أخرى يعرف بها الحديث القدسي عن طريق الدلالة، منها: ما رواه ابن حبان في صحيحه، عن أبى هريرة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: يؤتى بالموت يوم القيامة فيوثق على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة، فينطلقوا خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الّذي هم فيه، ثم يقال: يا أهل النار، فينطلقوا فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الّذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون ذلك؟ فيقولون: نعم ربنا، فيقال: هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط، ثم يقال للفريقين كليهما: خلود ولا موت فيه أبدا. ففي هذا الحديث يقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فيقال» هكذا على من لم يسم فاعله، فلم يحدد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من الّذي نادى أهل الجنة وأهل النار فسألهم جميعا عن الموت قائلا لهم: «هل تعرفون ذلك؟ «فلم نعرف هل هو الحق تبارك وتعالى؟ أم هو ملك من ملائكته؟ حتى ورد في الحديث جواب أهل الجنة وأهل النار لهذا السائل قائلين: «نعم ربنا» فدل جوابهم هذا على أن الّذي خاطبهم بالنداء والسؤال هو المولى عز وجل، فعرفنا حينئذ أن الحديث قدسي بهذه الدلالة. مكان الحديث القدسي: الحديث القدسي مبثوث في مدونات السنة ومصنفاتها المختلفة من مسانيد وسنن، ومعاجم وجوامع وغيرها، لا يتميز دون سائر أحاديثها في باب مستقل، أو موضع محدد. أهم المؤلفات في الحديث القدسي: * كتاب (مشكاة الأنوار فيما روى عن اللَّه سبحانه من الأخبار) للشيخ محيي الدين بن عربي. * كتاب (الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية) للشيخ محمد المدني.