للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهله: افتحوا باب الحصن! فأرادوا ذلك، فأبى عليهم مضاد [ (١) ] أخوه، فقال أكيدر لخالد: تعلم واللَّه لا يفتحون لي ما رأوني في وثاقك، فحلّ عنى، ولك اللَّه والأمانة أن أفتح لك الحصن إن أنت صالحتنى عل أهله. قال: فإنّي أصالحك [ (٢) ] فقال أكيدر إن شئت حكّمتك وإن شئت حكمتني. قال خالد: بل نقبل منك ما أعطيت. فصالحه على ألفى بعير. وثمانمائة رأس، وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح- على أن ينطلق به وأخيه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيحكم فيهما حكمه.

فخلّى سبيله ففتح الحصن، ودخله خالد أوثق مضادا أخا أكيدر، وأخذ ما صالح عليه من الإبل والرقيق والسلام.

[الرجوع بأكيدر إلى المدينة]

ثم خرج قافلا إلى المدينة ومعه أكيدر ومضاد، وعلى أكيدر صليب من ذهب، وعليه الديباج ظاهر، ومع خالد الخمس مما غنموا، وصفيّ خالص لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكانت السّهمان خمس فرائض لكلّ رجل معه سلاح ورماح. فلما قدم بأكيدر، صالحه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على الجزية. وخلى سبيله وسبيل أخيه، وكتب لهم أمانا وختمه بظفره: لأنه لم يكن في يده خاتم.

وأهدى [أكيدر] [ (٣) ] إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثوب حرير، فأعطاه عليا فقال. شقّقه خمرا [ (٤) ] بين الفواطم [ (٥) ] .

كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لأكيدر

ونسخة الكتاب بعد البسملة: «هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لأكيدر،


[ (١) ] في (ط) «مصاد» وفي (الواقدي) «مضاد» .
[ (٢) ] بعد هذه العبارة وضع محقق (ط) عبارة [أهل الحصن قال أكيدر] وقال في الهامش: «هذه الزيادة يوجبها للسياق، ولم أجد الخبر» ونقول: «الخبر بتمامه بدون أية زيادة، في (المغازي للواقدي) ج ٣ ص ١٠٢٧، ١٠٢٨» .
[ (٣) ] زيادة للبيان من (ط) .
[ (٤) ] خمر: جمع خمار وهو غطاء رأس المرأة.
[ (٥) ] الفواطم: أراد بهن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت حمزة. (النهاية) ج ٣ ص ٤٥٨ والحديث في (سنن ابن ماجة) ج ٢ ص ١١٨٩٩- باب لبس الحرير والذهب للنساء حديث رقم ٣٥٩٦.