وأخرج ابن عساكر أيضا بسنده وقال: فيه من ليس بالقوي عن عليّ بن أبي طالب: لما توفي إبراهيم أرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أمه مارية، فجاءته، وغسّلته، وكفّنته، وخرج به، وخرج الناس معه، فدفنه، وأدخل يده في قبره فقال: أما واللَّه إنه لنبي ابن نبي، وبكى المسلمون حوله حتى ارتفع الصوت، ثم قال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يغضب الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون. وروى أبو داود أنه مات وعمره ثمانية عشر شهرا، فلم يصل عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. صححه ابن خزيمة. قال الزركشي: اعتلّ من سلم ترك الصلاة عليه بعلل: منها أنه استغنى بفضيلة أبيه عن الصلاة، كما استغنى الشهيد بفضل الشهادة. ومنها أنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء لو عاش لكان نبيا. ولا بعد في إثبات النبوة له مع صغره، لأنه كعيسى القائل يوم ولد: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وكيحيى الّذي قال تعالى فيه: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا، قال المفسرون: نبّئ وعمره ثلاث سنين، واحتمال نزول جبريل بوحي لعيسى وليحيى يجري في إبراهيم، ويرشحه أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم صام يوم عاشوراء وعمره ثمانية أشهر، ثم قال بعد أن نقل عن السبكي كلاما: وبه يعلم تحقيق نبوة سيدنا إبراهيم في حال صغره، انتهى فأعرفه. وقال في (المقاصد الحسنة) : الطرق الثلاثة: أحدها: ما أخرجه ابن ماجة وغيره عن ابن عباس أنه قال: لما مات إبراهيم ابن نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلى عليه وقال: إن له مرضعا في الجنة، ولو عاش لكان صديقا، ولو عاش لاعتقت أخواله من القبط، وما استرق قبطي. وفي سنده إبراهيم بن عثمان الواسطي ضعيف، ومن طريقه أخرجه ابن مندة في (المعرفة) ، وقال: غريب. ثانيها: ما رواه إسماعيل السدّيّ عن أنس قال: كان إبراهيم قد ملأ المهد، ولو بقي لكان نبيا، ولكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الأنبياء. ثالثها: رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد اللَّه بن أبي أوفى أنه قال: رأيت إبراهيم ابن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مات صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي عاش إبراهيم ولكن لا نبي بعده. وأخرجه أحمد عن ابن أبي أوفى أنه كان يقول: لو كان بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نبي ما مات ابنه. قال: وعزاه شيخنا للبخاريّ من حديث البراء فيه. وروى أحمد والترمذي وغيرهما، عن عقبة بن عامر رفعه: لو كان بعدي نبي لكان عمر. وورد عن جماعة آخرين.