للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذكر صاحب خاتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم

اعلم أن الّذي كان على خاتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الّذي كان يختم به معيقيب ابن أبى فاطمة، مولى سعيد بن العاص، وقيل: هو دوسيّ حليف لآل سعيد ابن العاص: أسلم قديما بمكة، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وقدم المدينة في السفينتين. وقيل: قبل ذلك، وكان على خاتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاستعمله أبو بكر وعمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه على بيت المال. وكان قد نزل به داء الجذام، فعولج حتى وقف، ومات سنة أربعين وقيل: قبل ذلك [ (١) ] .


[ (١) ] هو معيقيب بن أبى فاطمة مولى سعيد بن العاص، ويزعمون أنه دوسيّ حليف لآل سعيد ابن العاص، أسلم قديما بمكة، وهاجر إلى الحبشة، وقدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بالمدينة في السفينتين.
وكان على خاتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستعمله ابو بكر وعمر على بيت المال. ونزل به داء الجذام فعولج منه بأمر عمر بالحنظل فتوقف أمره. وهو قليل الحديث- قاله ابن عبد البر. فقلت:
روينا عنه في الصحيحين حديثا ليس له فيهما غيره عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن معيقيب
عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الرجل يسوى التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة.
قال ابن عبد البر: عن أبى راشد مولى معيقيب قال: قلت لمعيقيب: ما لي لا أسمعك تحدث عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كما يحدث غيرك؟ فقال: أما واللَّه إني لمن أقدمهم صحبة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولكن كثرة الصمت خير من كثرة الكلام.
توفى في آخر خلافة عثمان بن عفان رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه. وقيل: بل توفى سنة أربعين في آخر خلافة على بن أبى طالب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم.
قال السهيليّ: ذكره عمر بن شبة في كتاب (الكتّاب) له. وقال عبد الكريم الحلبي:
معيقيب ابن أبى فاطمة الدوسيّ، ذكره ابن عساكر وابن الأثير وشيخنا الدمياطيّ واللَّه سبحانه وتعالى أعلم له ترجمة في (المصباح المضيء) : ١/ ١٨٦، ترجمة رقم (٤١) ، (طبقات ابن سعد) : ٤/ ١١٦، (طبقات خليفة) : ١٣ و ١٢٣، (تاريخ خليفة) : ١٩٩- ٢٠٢،