للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذكر مشورة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحرب وذكر من رجع إلى رأيه

قال الترمذي: ويروى عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (١) ] .

وذكر مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فأعرض عنه، ثم تكلم عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فقام سعد بن عبادة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه: فقال إيانا تريد يا رسول اللَّه، والّذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها في البحر لخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى [برك الغماد] لفعلنا، قال: فندب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الناس فانطلقوا وذكر الحديث [ (٢) ] .


[ (١) ]
(تحفة الأحوذي) : ٥/ ٣٠٦، كتاب أبواب الجهاد، باب (٣٤) ما جاء في المشورة، حديث رقم (١٧٦٧) ولفظه: حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبى عبيدة عن عبد اللَّه قال: لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما تقولون في هؤلاء؟
وذكر قصة طويلة. وفي الباب عن عمر وأبى أيوب وأنس وأبى هريرة، [قال] : هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه" ويروى عن أبى هريرة قال: " ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال الحافظ في (الفتح) بعد ذكر هذا الحديث: رجاله ثقات إلا أنه منقطع.
[ (٢) ]
(صحيح مسلم) : ٦/ ٣٦٦، كتاب الجهاد والسير باب (٣٠) غزوة بدر، حديث رقم (١٧٧٩) وتمامه: «فانطلقوا حتى نزلوا بدرا وورد عليهم روايا قريش وفيهم غلام أسود لبني الحجاج فأخذوه فكان أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يسألونه عن أبى سفيان وأصحابه فيقول: ما لي علم بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف فإذا قال ذلك ضربوه، فقال نعم أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه، فقال: ما لي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا أيضا ضربوه ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قائم يصلى فلما رأى ذلك انصرف قال