وفي الحديث: أن شريحا الحضرميّ ذكر عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: ذاك رجل لا يتوسد القرآن. قال ابن الأعرابي: لقوله: لا يتوسد القرآن وجهان: أحدهما مدح والآخر ذم، فالذي هو مدح: أنه لا ينام عن القرآن، ولكن يتجهد به، ولا يكون القرآن متوسّدا معه، بل هو يداوم على قراءته ويحافظ عليها. وفي الحديث: لا توسّدوا القرآن واتلوه حق تلاوته، والّذي هو ذم: أنه لا يقرأ القرآن، ولا يحفظه، ولا يديم قراءته، وإذا نام لم يكن معه من القرآن شيء. وفي حديث آخر: من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسّدا للقرآن. يقال: توسد فلان ذراعه إذا نام عليه وجعله كالوسادة له، قال الليث: وسّد فلانا وسادة، وتوسّد وسادة إذا وضع رأسه عليها، وجمع الوسادة وسائد، والوساد: كل ما يوضع تحت الرأس وإن كان من تراب، أو حجارة. (لسان العرب) : ٣/ ٤٥٩- ٤٦٠، مختصرا. [ (١) ] (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : ٩/ ٧٠، كتاب الحج، باب (٥) مقدمات الحج، ذكر إباحة الحج للرجل على الرحال وإن كان موسرا بغيرها، حديث رقم (٣٧٥٤) ، ولم يذكر القطيفة، وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : ٢/ ٩٦٥، كتاب المناسك، باب (٤) الحج على الرحل، حديث رقم (٢٨٩٠) عن الربيع بن صبيح، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك، قال: حج النبي صلى اللَّه عليه وسلم على رحل رثّ وقطيفة تساوى أربعة دراهم أو لا تساوى، ثم قال: اللَّهمّ حجة لا رياء فيها ولا سمعة. لكن قال الحافظ في (الفتح) : ٣/ ٤٨٦: لكن إسناده ضعيف. وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : ٥/ ٤٤٤، باب حجة الوداع، وأبو الشيخ في (أخلاق النبي) : ١٦١. وأخرجه المتقى الهندي في (كنز العمال) : ٥/ ١٨٨، فصل في وقوف عرفة، حديث رقم (١٢٥٥٩) : عن بشر بن قدامة الضبانى قال: أبصرت عيناي حبّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم واقفا بعرفات