قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم «فإنّي أراكم» ، فيه إشارة إلى سبب الأمر بذلك، أي إنما أمرت بذلك لأني تحققت منكم خلافه. قال الزين بن المنير: لا حاجة إلى تأويلها لأنه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة. وقال القرطبي: بل حملها على ظاهرها أولى، لأن فيه زيادة في كرامة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. [ (٢) ] (فتح الباري) : ٢/ ٢٦٨، كتاب الأذان، باب (٧٦) إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف، حديث رقم (٧٢٥) . [ (٣) ] قوله: «وقال النعمان بن بشير» هذا طرف من حديث أخرجه أبو داود، وصححه ابن خزيمة من رواية أبى القاسم الجدلي، واسمه حسين بن الحارث، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على الناس بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم ثلاثا، واللَّه لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن اللَّه بين قلوبكم، قال: فلقد رأيت الرجل منا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وكعبه بكعبه. واستدل بحديث النعمان هذا، على أن المراد بالكعب في آية الوضوء. العظم الناتئ في جانبي الرّجل- وهو عند ملتقى الساق والقدم- وهو الّذي يمكن أن يلزق بالذي جنبه، خلافا لمن ذهب إلى أن المراد بالكعب مؤخر القدم، وهو قول شاذ ينسب إلى بعض الحنفية، ولم يثبته محققوهم، وأثبته بعضهم في مسأله الحج لا الوضوء، وأنكر الأصمعي قول من زعم أن الكعب في ظهر القدم- (فتح الباري) : ٢/ ٢٦٩.