للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانحرف عنها وقال: عذت بمعاذ، وخرج فأمر بردها.

فردها أبو أسيد إلى قومها فقالوا: إنك لغير مباركة، جعلتينا في العرب شهرة، فأقامت في بيتها لا يطمع في بيتها طامع، ولا يراها إلا ذو محرم حتى توفيت في خلافة عثمان عند أهلها بنجد، قال: وكان تزويجه هذه الجونية في ربيع الأول سنة تسع، ويقال: إن عائشة وحفصة رضى اللَّه عنهما توليا مشطها وإصلاح أمرها، فأمراها أن تستعيذ منه إذا دنا منها [ (١) ] .

وعن الزهري: لم يتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كندية إلا أخت الجون، ثم فارقها، وعن عروة بن الزبير: أنه ما تزوج أخت الأشعث قط، ولا تزوج كندية إلا أخت بنى الجون. وقال محمد بن حبيب: الجونية امرأة من كندة، وليست بأسماء ابنة النعمان، كان أبو أسيد قدم بها عليه، [فتولت] عائشة وحفصة مشطها وإصلاح أمرها، فقالت إحداهما لها:

إن رسول اللَّه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ باللَّه منك، فلما دخل عليها وأرخى الستر، ثم مد يده، قالت: أعوذ باللَّه منك، فوضع كمه على وجهه وقال: عذت بمعاذ ثلاث مرات، ثم خرج فأمر أبا أسيد أن يلحقها بأهلها، ويمتعها برازقتين ثياب كتان، فذكروا أنها ماتت كمدا [ (٢) ] .

[[مليكة بنت كعب]]

ومليكة بنت كعب الليثي من كنانة، تزوجها في رمضان سنة ثمان، فقالت لها عائشة رضى اللَّه عنها: أما تستحين أن تنكحى قاتل


[ (١) ]
فقالت حفصة لعائشة: أخضبيها أنت وأنا أمشطها، ففعلتا، ثم قالت لها إحداهما: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ باللَّه منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ باللَّه منك، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكة على وجهه فاستتر به وقال: «عذت بمعاذ» ثلاث مرات. (المستدرك) : ٤/ ٤٠، حديث رقم (٦٨١٦/ ٢٤١٥) .
[ (٢) ] المرجع السابق.