للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألحقته به ماشيا. فلم يتخلّف عن البعث أحد.

[تشييع أبي بكر أسامة]

ثم خرج أبو بكر رضي اللَّه عنه يشيّع أسامة فركب من الجرف لهلال ربيع الآخر في ثلاثة آلاف فيهم ألف فرس وسار أبو بكر رضي اللَّه عنه إلى جنبه ساعة وقال: أستودع اللَّه دينك وخواتيم عملك، إني سمعت رسول اللَّه [صلّى اللَّه عليه وسلّم] [ (١) ] يوصيك، فأنفذ لأمر رسول اللَّه، فأني لست آمرك ولا أنهاك عنه، إنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول اللَّه [صلّى اللَّه عليه وسلّم] [ (١) ] .

[غزو أسامة]

فحرج سريعا فوطئ بلادا هادئة لم يرجعوا عن الإسلام- جهينة وغيرها من قضاعة- حتى نزل وادي القرى، فقدّم عينا له من بني عذرة يدعى حريثا، فانتهى إلى أبنى [ (٢) ] ، ثم عاد فلقى أسامة على ليلتين من أبني فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم، وحثّه على سرعة السّير قبل اجتماعهم، فسار إلى أبني وعبأ أصحابه، ثم دفع عليهم الغارة فقتل وسبى، وحرّق بالنار منازلهم وحرثهم ونخلهم، ورحل مساء حتى قدم المدينة، وقد غاب خمسة وثلاثين يوما وقيل: قدم لشهرين وأيام.

خبر وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونعيه إلى نفسه

وكان من خبر وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن اللَّه تعالى أنذره بموته حين أنزل عليه:

إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [ (٣) ] ، فقال نعيت إلى نفسي! فحج حجّة الوداع.

[عرض القرآن في رمضان]

وكان جبريل ينزل عليه في كل سنة مرّة، وفي شهر رمضان، فيعرض عليه القرآن مرة واحدة، وكان يعتكف العشر الأواخر [من رمضان] [ (٤) ] .

فلما كان في سنة موته، عرض عليه جبريل القرآن مرتين، فقال [صلّى اللَّه عليه وسلّم] [ (٥) ] : ما أظنّ أجلي


[ (١) ] زيادة للسياق.
[ (٢) ] في (خ) «ابناه» .
[ (٣) ] أول سورة النصر
[ (٤) ] زيادة للبيان
[ (٥) ] زيادة للبيان.