روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم علما جما، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاذ، وأسيد بن الحضير، وأبى طلحة، وأم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام، وزوجها عبادة بن الصامت، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبى هريرة، وفاطمة النبويّة، وعدة. وعنه خلق عظيم ومنهم الحسن، وابن سيرين، والشعبي، وخلق، وبقي أصحابه الثقات الى بعد الخمسين ومائة. وكان أنس يقول: قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشرة ومات وأنا ابن عشرين وكن أمهاتى يحثثنى على الملازمة، منذ هاجر وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة، ولم يعده أصحاب المغازي في البدريين لكونه حضرها صبيا، ما قاتل، بل بقي في رحال الجيش، فهذا وجه الجمع. وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من ابن أم سليم- يعنى أنسا. وقال أنس بن سيرين: كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر. مسندة ألفان ومائتان وستة وثمانون. اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثا وانفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين. أما موته فاختلف فيه، فروى معمر عن حميد أنه مات سنة إحدى، وتسعين، وروى معين بن عيسى عن ابن لأنس بن مالك: سنة اثنين وتسعين، فيكون عمره على هذا مائة وثلاث سنين. (تهذيب سير أعلام النبلاء) : ١/ ١٠٥، ترجمة رقم (٢٩٦) . [ (٢) ] باب (٤٧) ، حديث رقم (٦٣٧٨) ، (٦٣٧٩) ، (٦٣٨٠) ، (٦٣٨١) ، كلهم من حديث شعبة عن قتادة. [ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٦/ ٢٧٢- ٢٧٣، كتاب فضائل الصحابة، باب (٣٢) من فضائل أنس ابن مالك رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (٢٤٨٠) . وقال الإمام النووي: هذا من أعلام نبوته صلّى اللَّه عليه وسلم في إجابة دعائه صلّى اللَّه عليه وسلم، وفيه فضائل لأنس، وفيه دليل لمن يفضل الغنى