قال أنس: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأبي بن كعب: «إن اللَّه أمرني أن أقرأ، وفي لفظ: «أمرنى أن أقرئك القرآن» قال: اللَّه سماني لك؟ قال: «نعم» ، قال: وذكرت عند رب العالمين؟ قال: «نعم» ، فذرفت عيناه. قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي. وروى أبو قلابة عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أقرأ أمتى أبى» . قال الواقدي: وفاة أبى بن كعب في خلافة عمر، ورأيت أهله وغيرهم يقولون. مات في سنة اثنتين وعشرين بالمدينة. ولأبى في الكتب الستة نيف وستون حديثا له عند بقي بن مخلد مائة وأربعة وستون حديثا، منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بسبعة. (تهذيب سير أعلام النبلاء) : ١/ ٤٠- ٤١، ترجمة رقم (٨٨) . [ (٢) ] (مسلم بشرح النووي) : ٦/ ٣٤٩، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (٤٨) بيان أن القرآن على سبعة أحرف التخفيف، والتسهيل، ولهذا قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هون على أمتى. واختلف العلماء في المراد بالسبعة أحرف، قال القاضي عياض: هو توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر، قال: وقال الأكثرون: هو حصر للعدد سبعة، ثم قيل: هي سبعة في المعاني: كالوعيد، والمحكم، والمتشابه، والحلال، والحرام، والقصص، والأمثال، والأمر، والنهي، ثم اختلف هؤلاء في تعيين السبعة، وقال آخرون: هي في أداء، التلاوة وكيفية النطق بكلماتها: من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة، ومد، لأن العرب مختلفة اللغات في هذه الوجوه، فيسر اللَّه تعالى عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته، ويسهل على لسانه. وقال آخرون: هي الألفاظ والحروف، وإليه أشار ابن شهاب بما رواه مسلم عنه في الكتاب، ثم اختلف هؤلاء فقيل: سبع قراءات وأوجه،