للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذكر ابن إسحاق والواقدي أن خالد بن سعيد بن العاصي كان يمشي بين وفد ثقيف وبين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى كتبوا كتابهم بيده، وأنهم كانوا لا يطعمون طعاما يأتيهم من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا وفرغوا من كتابهم.

وذكر في وفد ثقيف أيضا أن بلالا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- كان يأتيهم بفطرهم ويخيل إليهم أن الشمس لم تغب فيقولون: ما هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلا لننظر كيف إسلامنا؟ فيقولون: يا بلال ما غابت الشمس بعد؟ فيقول بلال ما جئتكم حتى أفطر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وكان بلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يأتيهم بسحورهم [ (١) ] .

وقد تقدم خبر ثوبان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في وفد سلامان أنه أنزلهم في دار رملة.

ذكر ما كان صلى اللَّه عليه وسلم يجيز به الوفود

قال ابن دريد: الجائزة [ (٢) ] كلمة إسلامية محدثة، أصلها أن أميرا قالها


[ () ] وروى أبو داود من طريق عاصم، عن أبي العالية، عن ثوبان، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: من يتكفل لي ألا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا. (الإصابة) : ١/ ٤١٣، ترجمة رقم (٩٦٨) .
[ (١) ] في بعض النسخ: «وطن» ، وفي بعضها: «فطن» وقال يونس بن بكير في (زيادات المغازي) : حدثني إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، حدثني عبد الكريم، حدثني علقمة بن سفيان، قال: كنت في الوفد من ثقيف، فضربت لنا قبة، فكان بلال يأتينا بفطرنا من عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم. (الإصابة) : ٤/ ٥٥٢، ترجمة رقم (٥٦٧٥) ، علقمة بن سفيان.
[ (٢) ] والجائزة: العطية، وأصله أن أميرا واقف عدوا وبينهما نهر فقال: من جاز هذا النهر فله كذا، فكلما جاز منهم واحد أذخ جائزة. أبو بكر في قولهم: أجاز السلطان فلانا بجائزة: أصل الجائزة: أن يعطي الرجل الرجل ماء ويجيزه ليذهب لوجهه، فيقول الرجل إذا ورد ماء يقول لقيم الماء: أجزنى ماء أي أعطني ماء حتى أذهب لوجهي وأجوز عنك، ثم كثر هذا حتى سموا العطية جائزة. (لسان العرب) : ٥/ ٣٢٧.