للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا مشيه صلّى اللَّه عليه وسلّم

فلمسلم من حديث حسان، [قال:] حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس رضى اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفّأ، وما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كفّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكة، ولا عنبرة، أطيب من رائحة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (١) ] .

ولأبى داود من حديث وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن حميد، عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا مشى كأنه يتوكأ [ (٢) ] .

وللترمذي من حديث عن عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس [رضى اللَّه عنه] قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم، أسمر اللون وكان شعره ليس بجعد ولا سبط، كأنه إذا مشى [يتكفّأ] [ (٣) ] قال أبو عيسى: هذا حديث حسن


[ (١) ] سبق تخريجه وشرحه.
[ (٢) ] (سنن أبى داود) : ٥/ ١٨٦- ١٨٧، كتاب الأدب، باب (٣٥) في هدى الرّجل، حديث رقم (٤٨٦٣) ، وحديث رقم (٤٨٦٤) عن أبى الطفيل عامر بن واثلة رضى اللَّه عنه قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قلت: كيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحا، إذا مشى كأنما يهوى في صبوب.
قال الشيخ: «الصّبوب» إذا فتحت الصاد: كان اسما لما يصب على الإنسان من ماء ونحوه، ومما جاء على وزنه: الطّهور والغسول والفطور لما يفطر به.
ومن رواه (الصّبوب) - بضم الصاد- على أنه جمع الصّبب، وهو ما انحدر من الأرض، فقد خالف القياس، لأن باب فعل لا يجمع على فعول، وإنما يجمع على أفعال، كسبب وأسباب، وقتب وأقتاب. وقد جاء في أكثر الروايات: «كأنه يمشى في صبب» وهو المحفوظ (معالم السنن) .
وأخرجه مسلم بنحوه في الفضائل، باب: كان صلّى اللَّه عليه وسلّم أبيض مليح الوجه، حديث رقم (٢٣٤٠) .
وقال مسلم: مات أبو الطفيل سنة مائة، وكان آخر من مات من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأخرجه الترمذي بنحوه كما سيأتي.
[ (٣) ] في (الأصلين) : «يتوطأ» ، وما أثبتناه من (جامع الأصول) .