للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنجد [ (١) ] ، أميرها أبو قتادة الأنصاريّ، [بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم] [ (٢) ] في شعبان منها- في خمسة عشر رجلا إلى غطفان نحو نجد. فساروا ليلا وكمنوا نهارا، حتى أتوا ناحيتهم، فهجموا على حاضر منهم [ (٣) ] عظيم، وجرّدوا سيوفهم وكبروا، فقتلوا رجالا، واستاقوا النّعم وحملوا النساء، حتى قدموا بمائتي بعير، وألف شاة وسبي كثير، فعزلوا من ذلك الخمس. وقد غابوا خمس عشرة ليلة، وكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا، أو عدلها عن البعير عشرة من الغنم.

[سرية أبي قتادة إلى بطن إضم]

ثم كانت سرية أبي قتادة بن ربعيّ الأنصاري إلى بطن إضم- وهي فيما بين خشب وذي المروة، على ثلاثة برد من المدينة- في رمضان، على ثمانية أنفس.

وذلك حين همّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بغزوة الفتح، ليظنّ ظان أنه عليه السلام توجه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار.

[قتل المسلم]

فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعيّ، فسلّم عليهم بتحية الإسلام، فبدر إليه محلّم بن جثّامة الليثي فقتله، وأخذ بعيره وسلبه، ثم لحقوا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد علموا مسيره فأدركوه بالسّقيا ولم يلقوا جمعا.

[ما نزل فيه من القرآن]

وفيهم نزل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ، كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا، إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً [ (٤) ] .


[ (١) ] في (خ) «ثم كانت خضرة أرض محارب سرية أبي قتادة بنجد» .
[ (٢) ] زيادة لسياق الكلام من (ط) .
[ (٣) ] في (خ) «على حاضرتهم عظيم» .
[ (٤) ] الآية ٩٤/ النساء، وفي (خ) « ... الحياة الدنيا، الآية» .