للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما نعيه نفسه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى ابنته فاطمة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بأنه عارضه جبريل عليه الصلاة والسلام القرآن مرتين

فخرج البخاري في علامات النبوة في الإسلام من طريق زكريا، عن فراس الشعبي، عن مسروق، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قال أقبلت فاطمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرحبا يا ابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقال لها: لا تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقالت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن: فسألتها عما قال فقالت- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها: ما كنت لأفشي سر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى قبض النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسألتها فقالت اسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضي العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وأنك أول أهل بيتي لحاقا بى، فبكيت. فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة! أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك [ (١) ] وخرجه مسلم من حديث زكريا عن فراس بنحوه أو قريب منه [ (٢) ] وأخرجاه من حديث أبي عوانة، عن فراس، عن عامر عن مسروق قال: حدثتني عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: إنا أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- تمشي ما تخطىء مشيتها من مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا.

وقال البخاري لا واللَّه ما تخطئ مشيتها من مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبا يا بنيتي، ثم أجلسها عن يمينه أو شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها: خصك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من بين نسائه بالسرار،


[ (١) ] (فتح الباري) : ٦/ ٧٧٨، كتاب المناقب، باب (٢٥) عاملات النبوة في الإسلام، حديث رقم (٣٦٢٣) ، (٣٦٢٤) ، (٣٦٢٥) ، (٣٦٢٦) .
[ (٢) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٦/ ٢٣٩- ٢٤٠، كتاب فضائل الصحابة، باب (١٥) فضائل فاطمة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث رقم (٩٩) .