لجاءت به عضب الأديم غضنفرا ... سلالة فرج كان غير حصين وفي التنزيل العزيز وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون:] قال الفراء السلالة الّذي سلّ من كل تربة. وقال أبو الهيثم: السلالة ما سلّ من صلب الرجل وترائب المرأة، كما يسلّ الشيء سلا، والسليل: الولد، سمّى سليلا لأنه خلق من السلالة، والسليل: الولد حين يخرج من بطن أمه، وروى عن عكرمة أنه قال في السلالة: إنه الماء يسلّ من الظهر سلا. وقال الأخفش: السلالة: الولد، والنطفة السلالة، وقد جعل الشماخ السلالة الماء في قوله: طوت أحشاء مرتجة لوقت ... على مشج سلالته مهين قال: والدليل على أنه الماء قوله تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ يعنى آدم، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ ثم ترجم عنه فقال: مِنْ ماءٍ مَهِينٍ فقوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ أراد بالإنسان ولد آدم، جعل الإنسان اسما للجنس، وقوله مِنْ طِينٍ، أراد أن تلك السلالة تولدت من طين خلق منه آدم في الأصل. وإلى هذا ذهب الفراء، وقال الزّجاج: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ، سلالة، فعالة والسليل: الولد، والأنثى سليلة، وقال أبو عمرو: السليلة: بنت الرجل من صلبه. (لسان العرب) : ١١/ ٣٣٩. وقال الفيروزآبادي: سلّ السيف من غمده، واستله فانسلّ منه نزعه فانتزع، وسلّ الشعرة من العجبين، فانسلت انسلالا، وانسلّ من المضيق والزحام، واستلّ وتسلّل، وسلّ الشيء من البيت على سبيل السرقة، وسلّ الولد من الأب، ومنه قيل للولد سليل، قال تعالى: يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً [النور: ٦٣] ، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون: ١٢] ، أي من الصفو الّذي يسلّ من الأرض، وقيل: السلالة كناية عن النطفة، تصور فيه صفو ما يحصل منه (بصائر ذوى التمييز) : ٣/ ٢٥١، بصيرة رقم (٣٨) .