للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيجلس على البيت ينتظر عليه الفجر، فإذا رآه تمطى ثم قال: اللَّهمّ أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك. قالت: ثم يؤذن [ (١) ] .

ويروى أنه كان يؤذن على أسطوان في قبله المسجد يرقى إليها بإثبات، وكانت في منزل عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهم.

وروى نافع عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال كان بلال رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه يؤذن على منارة في دار حفصة بنت عمر رضى اللَّه عنهما، التي تلى المسجد، قال: فكان يرقى على أثبات فيها، وكانت خارجية من المسجد، لم تكن فيه.

وأما بلال بن رباح رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه.

[هو] بلال بن رباح، أبو عبد اللَّه وقيل: أبو عبد الكريم، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: عمرو، مولى أبى بكر الصديق رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، اشتراه بخمس أواق، ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مؤذنا، وهو أول من أذن لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولزم التأذين له بالمدينة وفي أسفاره شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وامه حمامة كانت من مولدي السراة، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفا، طوالا، أجنى، خفيف العارضين، وأذن لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حياته ثم أذن لأبى بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه،

فقال عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه: ما منعك أن تؤذن، قال: أنى أذنت لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى قبض وأذنت لأبى بكر حتى قبض لأنه كان ولى نعمتي، وقد سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل،

فخرج مجاهدا ويقال أنه أذن لعمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه إذ دخل الشام فبكى عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه وغيره من المسلمين. وقال: سعيد بن المسيب وقد ذكر بلالا، فانطلق العباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فقال لسيدته: هل لك أي تبيعني عبدك قبل أن يفوتك خيره؟ قال: وما تصنع به؟


[ (١) ] ثم بعد ذلك قالت: واللَّه ما علمته كان يتركها ليلة واحدة. (المرجع السابق) .