قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة: نزلت في العاص بن وائل، إذا ذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر، لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل اللَّه تعالى هذه السورة. وقال شمر بن عطية: نزلت في عقبة بن أبي معيط، وقال ابن عباس وعكرمة: نزلت في كعب ابن الأشرف، وجماعة من كفار قريش. وقال البزار: حدثنا زيادة بن يحيى الحساني، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبر المنبتر من قومه؟ يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة، وأهل السقاية، فقال: أنتم خير منه. قال: فزلت: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، وهكذا رواه البزار، وهو إسناد صحيح، وعن عطاء قال: نزلت في أبي لهب، وذلك حين مات ابن لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذهب أبو لهب إلى المشركين، فقال: بتر محمد الليلة، فأنزل اللَّه في ذلك: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. وعن ابن عباس: نزلت في أبي جهل، وعنه إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، يعني عدوك، وهذا يعم جميع من اتصف بذلك ممن ذكر وغيرهم. وقال عكرمة: الأبتر هو الفرد.