أبو أمامة اليمامي، حديثه في البخاري من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل بني حنيفة: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد ان لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه. وأخرجه أيضا مطولا، ورواه ابن إسحاق في المغازي، عن سعيد المقبري مطولا، وأوله: ثمامة كان عرض لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأراد قتله، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ربه أن يمكنه منه، فلما أسلم قدم مكة معتمرا، فقال: والّذي نفسي بيده، لا تأتيكم حبة من اليمامة- وكانت ريف أهل مكة- حتى يأذن فيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكر أيضا ابن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل ليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحضرميّ، فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشتري ثمامة حلة كانت لكبيرهم فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة، فظنوا أنه هو الّذي قتله وسلبه فقتلوه. وروى ابن منك من طريق علباء بن أحمد عن عكرمة، عن ابن عباس قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش المبرة، ونزول قوله تعالي: وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون: ٧٦] وإسناده حسن. وله مقام في الردة، وفي الإنكار علي بني حنيفة أبيات، منها: أهم بترك القول ثم يردني ... إلي القول إنعام النبي محمد شكرت له فكي من الغل بعد ما ... رأيت خيالا من حسام مهند وكان ثمامة حين أسلم قال: يا رسول اللَّه، واللَّه لقد قدمت عليك وما علي وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، ولا دين أبغضن إلي دينك، ولا بلد أبغض إلي من بلدك، وما أصبح على وجه الأرض وجه أحبّ إلى من وجهك، ولا دين أحبّ من دينك، ولا بلد أحب إلي من بلدك.